في خطوة استراتيجية تعكس التقدُّم المتسارع للمغرب في مجال التصنيع الدفاعي، تم الإعلان رسميًا عن إطلاق مشروع صناعي ضخم لتصنيع وتجميع هياكل مقاتلات F-16 Fighting Falcon المتطورة؛ وذلك داخل المنطقة الصناعية “ميدبارك” بالنواصر، قرب مدينة الدار البيضاء.
المشروع يأتي ثمرة شراكة استراتيجية بين المملكة المغربية وشركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية العملاقة، ويجسّد دخول المغرب إلى سلسلة التوريد الدولية الخاصة بهذه المقاتلات القتالية المتقدمة، وتحديدًا نسخة “فايبر” (بلوك 72).
الإعلان عن المشروع، الذي جرى في 29 أبريل الماضي، يحمل في طياته دلالات عسكرية وجيوسياسية عميقة، حيث أدرج المغرب رسميًا ضمن الدول المساهمة في صناعة أحد أبرز رموز القوة الجوية الغربية.
وبحسب وثائق أمريكية رسمية، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على منح المغرب ترخيصًا لتصدير تجهيزات ومواد دفاعية تتجاوز قيمتها 50 مليون دولار، وهو ما يدعم عمليات تصنيع مكونات حيوية ضمن برنامج تطوير وتوسيع أسطول المقاتلات المغربية، في إطار صفقة تتجاوز قيمتها 4.8 مليار دولار.
لا تقتصر أهمية المشروع على بعده الصناعي فقط، بل إنه يُعد نقطة تحول في مسار المغرب نحو توطين صناعة الدفاع.
فقد شرع المغرب منذ سنوات في تبني استراتيجية متكاملة لتعزيز قدراته الذاتية في مجال تصنيع المعدات العسكرية، سواء من خلال الإنتاج المحلي أو بالشراكة مع قوى صناعية كبرى. وتشمل الصناعات الدفاعية المغربية اليوم إنتاج العربات المدرعة، والطائرات المسيّرة، والذخائر، وأجزاء من أنظمة الاتصالات العسكرية والرادارات.
كما أطلق المغرب “مدونة الاستثمار الدفاعي” لتشجيع الشركات العالمية على إقامة مصانع في مجالات تشمل الإلكترونيات العسكرية، الذكاء الاصطناعي، والأنظمة الروبوتية، وذلك ضمن رؤية أوسع لتحويل المملكة إلى قاعدة إقليمية متقدمة في الصناعات الدفاعية.
يعكس المشروع المشترك مع “لوكهيد مارتن” تطورًا نوعيًا في العلاقات العسكرية بين الرباط وواشنطن. هذه العلاقات التي تعود إلى عقود، عرفت خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية، سواء من حيث صفقات التسلح أو التدريبات المشتركة مثل “الأسد الإفريقي”، أو من حيث التنسيق الاستراتيجي على مستوى مكافحة الإرهاب والأمن البحري.
الدعم الأمريكي للمغرب في ملف الصحراء بعد توقيع اتفاق أبراهام أضفى بُعدًا جديدًا على التحالف بين البلدين، حيث تُنظر إلى المغرب كشريك موثوق في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وكمركز لوجستي واعد في شمال إفريقيا والمحيط الأطلسي.
ومع الاهتمام الأمريكي المتزايد بإعادة هيكلة سلاسل التوريد الدفاعية خارج آسيا، يظهر المغرب كخيار مثالي بفضل موقعه الجغرافي، واستقراره السياسي، واستراتيجيته الصناعية الطموحة.
ما يقوم به المغرب اليوم لا يُعد خطوة معزولة، بل جزءًا من رؤية متكاملة تسعى لتحويل المملكة إلى مركز صناعي وتقني يخدم الأهداف الدفاعية والاقتصادية على حد سواء.
ويبدو أن مشروع تجميع مقاتلات F-16 ليس سوى البداية لمرحلة صناعية جديدة، تُمكّن المغرب من إعادة رسم موقعه في الخريطة الدولية للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.
اقرأ أيضًا
.
تم .
جذب، الجمهور والمشاهدين وذلك بعد تطورات الأحداث المفاجئة، حيث تنضم صوفيا لصفوف البيزنطيين وبدء الحرب…
أعلنت شركة إكس آر جي (XRG)، الذراع الاستثمارية الدولية لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عن…
في حادثة غير مسبوقة، كادت طائرة أمريكية من طراز F-35 Lightning II أن تُصاب بصاروخ…
كشفت شركة تويوتا عن أسعار تويوتا bZ موديل 2026 الكهربائية في السعودية، وتنتمي لفئة السيارات…
في خطوة تاريخية تعزز الشراكة الاستراتيجية بين قطر وأمريكا، شهدت الدوحة عاصمة قطر اليوم الأربعاء،…
يرغب الكثير من أولياء الأمور التعرف على تردد وناسة بيبي 2025 على القمر الصناعي النايل…
This website uses cookies.