أحداث مثيرة خلافات ومشاجرات تضرب اجتماع مجلس الوزراء المصغر في إسرائيل.. ماذا حدث

عُقِدَ اجتماع المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر في إسرائيل (الكابينت) في أجواء مشحونة، وسط تصاعد الخلافات بين وزراء الحكومة ومسؤولي الأجهزة الأمنية بشأن كيفية إدارة الحرب في قطاع غزة وتنظيم المساعدات الإنسانية، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية.

سموتريتش ينتقد رئيس الأركان والشاباك خلال اجتماع الكابينت

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن توتراً قوياً طغى على اجتماع الكابينت مساء الثلاثاء، حيث قام وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بشن هجومٍ علني على رئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال إيال زامير، متهماً إياه بـ”سوء إدارة الحرب وفشل تنفيذ التعليمات السياسية”.

ووفقاً لقناة “12” الإسرائيلية، قال سموتريتش خلال الاجتماع “على من لا يمكنه تنفيذ المهام المطلوبة أن يغادر”، في إشارة مباشرة لزامير، مُعبراً عن استيائه من أداء الجيش في غزة.

ولم يتوقف النقد عند هذا الحد، بل اشتبك الوزير اليميني المتطرف مع رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك”، رونين بار، حيث قاطعه عدة مرات قبل أن يغادر الاجتماع بحجة “الحاجة للذهاب إلى الحمام”، ليعود بعد انتهاء بار من تقديم إحاطته الأمنية، وفقاً لما أكدته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

خلافات في الحكومة الإسرائيلية حول إيصال المساعدات إلى غزة

تدور أحد أبرز محاور الخلافات في الاجتماع حول مسألة استئناف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. حيث أشار وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، إلى ضرورة إعادة إيصال المساعدات خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين، مع التأكيد على ضرورة التأكد من عدم وصولها لحركة “حماس”.

لكن الجنرال زامير أوضح خلال الاجتماع أن الجيش الإسرائيلي “لن يتحمل مسؤولية توزيع المساعدات”، وهو ما أثار حفيظة سموتريتش الذي رد عليه بقوله “الجيش لا يختار مهامه، يجب على المؤسسة العسكرية تنفيذ الأوامر السياسية بدقة”.

وأضاف سموتريتش “لقد قررنا منع وصول أي مساعدات إلى حماس، وإن لم تعرفوا كيف يتم ذلك، فلا تترددوا في القول بأنكم لا تعرفون، وسنجد من يعرف. في الديمقراطيات، لا يكون الجيش هو من يحدد مهامه”.

نتنياهو يسعى لاحتواء التوتر داخل الحكومة الإسرائيلية

في محاولة لتعزيز الوحدة واحتواء الخلافات المتزايدة، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى اجتماع آخر للكابينت يوم غدٍ الخميس، مؤكداً على أهمية اتخاذ قرارات حاسمة بشأن العمليات المقبلة في غزة، مع التركيز على ملف إعادة الأسرى الإسرائيليين.

المعارضة ترد على الحكومة

من جانبه، علق زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، على هذه الأحداث قائلاً “وزراء الحكومة يهاجمون رئيس الأركان الذي اختاروه بأنفسهم، ويقومون بإثارة صراعات داخلية في وقت تحتاج فيه إسرائيل إلى الوحدة”.

وأضاف لبيد “الحكومة التي لا تقدم خطة محددة لليوم التالي في غزة، ولا تسعى لاستعادة الثقة مع جنود الجيش، لن تستطيع تحقيق النصر”.

ويلفت المراقبون إلى أن هذه الخلافات المتناحرة تكشف عن أزمة ثقة عميقة بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، في وقت تعيش البلاد واحدة من أصعب العمليات العسكرية في غزة، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة، ومتطلبات أمنية وإنسانية باتت تشكل عبئاً متزايداً على الحكومة.

ً

.

تم .